أيها النجم
أيها النجم الذي أرشدتنا ** منذ أجيالنا لطفل المذود
أنا يانجم غريب ههنا ** وشريد ليس لي من مرشد
قد ضللت الله دهرا لم أجد ** ذلك الهادي الذي يهدي يدي
فأرشد القلب إلى مذوده ** واتركنى في خشوع العابد
بين أملاك بهى شكلهم ** ركع حول يسوع سجد
***
نحن في الدنيا ضعاف عزل ** لم نجد يانجم من حصن لنا
غير وعد بمسيح منقذ ** يغفر الماضي ويخفي اثمنا
كلما انقادت إلينا شهوة ** أو غزا طيش الهوى ألبابنا
كلما اشتدت علينا ضربة ** وسئمنا ذات يوم حربنا
كلما هبت رياح فاجتنت ** زرعنا النامي وهزت غرسنا
يسرع القلب ويشكو صارخا ** أيها النجم الذي أرشدتنا
منذ أجيال لطفل المذود
سر بقلبي أيها الهادي ولا ** تبطئ الخطو إذا اليوم دنا
أنا يانجم ضعيف خائر ** أن أولى الناس بالعطف أنا
أنا طفل في حياة الروح لم ** يغتن القلب ولا العقل اغتنى
ليس لي حلم ولا رؤيا ولم ** أستمع صوتا صريحا معلنا
أنا في الصحراء نبت واهن ** كلما مرت به الريح انثنى
أنا وحدي حائر بل عاجز ** أنا يانجم غريب ههنا
وشريد ليس لي من مرشـــد
أيها النجم افتقدني انني ** عن حياة الشر يوما لم أحد
كم وعدت الله وعدا حانثا ** ليتني من خوف ضعفي لم اعد
أنا عبد الأثم أرضي شهوتي ** إن أردت الأثم أو إن لم أرد
أنا وحدي وسط اسياف العدا ** خائف في وحدتي بل مرتعد
أنا ملقى في ضلالي ليس من ** أسقف يرعى ولا مفتقد
فطريقي في ظلام دامس ** قد ضللت الله دهرا لم اجد
ذلك الهادي الذي يهدي يدي
قد سمعنا اليوم عن ميلاد من ** أدهش الكون في مولده
سر أيا نجم لتهدينا فما ** أحوج القلب إلى مرشده
طف بكل الناس اشفاقا بهم ** بشر العابد في معبده
وأيقذ الغافل من غفلته ** وانهض الراقد من مرقده
واشد بالبشرى نشيدا مفرحا ** تهرع الدنيا على منشده
ولد الرب كطفل مثلنا ** فأرشد القلب إلى مذوده
واتركنى في خشوع العابد
كل ما في الكون اثم سافر ** أخطأ الكل وزاغوا كلهم
استغلوا فاستكانوا في رضى ** ليتنا ندري آلام ذلهم
قلبهم للشر أضحى مسكنا ** ولأجل الطيش يفنى مالهم
عبثا يهديهم العقل فقد ** ضل في الآثام أيضا عقلهم
فترفق أيها النجم بهم ** أنت تدري كيف أمسى حالهم
قم وجمعهم بقلب خالص ** وسط أملاك بهى شكلهم
خشع حول يسوع سجد