اسم سامي معناه " راحة " وهو ابن لامك بن متوشالح بن أخنوخ ، وأبو سام وحام ويافث . وقد أسمـاه أبـــــــوه " نوحاً "
" قائلا : هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التى لعنها الرب " ( تك 5 : 28 - 32 ) ،
وهو الجيل العاشر من آدم .
وعندما كان نوح ابن 480 سنة ، أعلن اللـه له أن روحه " لا يدين في الإنسان إلى الأبد لزيغانه " ، وأنه سيمهل العالم مائة
وعشرين سنة ، سيهلكه بعدها بالطوفان ، وأمره أن يبني لنفسه فلكا من خشب جفر . وأعطاه كل البيانات والمقاسات اللازمة
لذلك
( تك 6 : 14 - 16 ) .
ورغم صعوبة تصور حدوث طوفان غامر بهذا الشكل ، لم يسبق له مثيل ، كما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين :
" أمور لم تُر بعد " ( عب 11 : 7 مع تك 2 : 5 ) ، ورغم تعرض نوع - ولا شك - لسخرية معاصريه
منه ( 2 بط 3 : 4 - 6 ) ، فإنه " بالإيمان نوح لما أوحى إليه عن أمور لم تُر بعد ، خاف فبنى فلكا لخلاص بيته ، فيه دان
العالم ، وصار وارثا للبر الذي
حسب الإيمـان " ( عب 11 : 7 ) . " وحين كانت أناة اللـه تنتظر مرة في أيام نوح ، إذ كان الفلك يبنى " (1 بط3 : 20) ،
ظل نوح ، باعتباره " كارزاً للبر " ( 2 بط 2 : 5 ) ، يواصل تحذير " عالم الفجار " حوله من الخطر الداهم الوشيك .
وبعد أن بلغ نوح من العمر خمسمائة عام ، ولد أبناءه الثلاثة : ساماً وحاماً ويافث ( تك 5 : 32 ) .
ولما كان نوح ابن ست مئة سنة ، صار طوفان الماء على الأرض ،
وكان اللـه قد قال له : " أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك ...
لأني بعد سبعة أيام أيضاً أمطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة
، وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته .
ففعل نوح حسب كل ما أمـره بـــه الرب " ( تك 7 : 1 - 6 ).
وحدث بعد السبعة الأيام ، أن مياه الطوفان صارت على الأرض في سنة ستمائة
من حياة نوح ، في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر ، في ذلك اليوم ،
انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم ، وانفتحت طاقات السماء ... في ذلك اليوم عينه ، دخل نوح
وامرأته وبنوه الثلاثة ونساؤهم إلى الفلك ، وهم وكل الوحوش كأجناسها ... " حسب كل ما زمره اللـه .
" وأغلق الرب عليه " ( تك 7 : 1 - 16 )
وتعاظمت المياه وتكاثرت جداً على الأرض ، فكان الفلك يسير على وجه المياه ... " فتغطت جميع الجبال الشامخة التى تحت
كل السماء ... فمات كل ذي جسد ... كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات " . ولم يبق إلا نوح والذين معه
في الفلك . " وتعاظمت المياه على الأرض مائة وخمسين يوماً " ( تك 7 : 17 - 24 ) .
" ثم ذكر اللـه نوحاً وكل الوحوش وكل البهائم التى معه في الفلك . وأجاز اللـه ريحا على الأرض فهدأت المياه ... وجعت
المياه عن
الأرض رجوعاً متوالياً ... واستقر الفلك فى الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط "
( تك 8 : 1 - 5 )
وكان في السنة الواحدة والست مئة ، في الشهر الأول ، في أول الشهر ، أن المياه نشفت عن الأرض ... وفى الشهر الثانى في
اليوم السابع والعشرين من الشهر جفت الأرض " وأمر الرب نوحاً بالخروج هو كل من معه ، وكل ما معه من الفلك .
وكان أول ما عمله ، أنه بنى " مذبحاً للرب ، وأخذ من كل البهائم الطاهرة . ومن كل الطيور الطاهرة ، واصعد محرقات على
المذبح ، فتنسم الرب رائحة الرضا " ( تك 8 : 20 - 22 ) .
و" بارك اللـه نوحاً وبنيه وقال لهم : أثمروا واكثروا واملأوا الأرض " وأعطاهم سلطانا على كل حيوانات الأرض وكل طيور
السماء ، وكل ما يدب على الأرض ، وكل أسماك البحر " لتكون لهم طعاماً مع كل عشب أخضر ، غير أن لحما بحياته ، دمه ،
لا تأكلوه ، وأن " سافك دم الإنسان ، بالإنسان يُسفك دمه " . لأن اللـه على صورته عمل الإنسان ( تك 9 : 1 - 7 ) .
ومن أولاد نوح الثلاثة تشعبت كل الأرض ( تك 9 : 19 ) .
وقطع اللـه مع نوح ونسله من بعده ميثاقاً " بألا يكون أيضاً طوفان ليخرب الأرض " وأعطاه " قوس قزح " علامة الميثاق
" فمتى كانت القوس في السحاب ، أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً بين اللـه وبين كل نفس حية فى كل جسد على الأرض "
( تك 9 : 8 - 17 ، ارجع أيضاً إلى إش 54 : 9 و 10 ) .
ولكن طبيعة الإنسان الساقطة أعلنت عن نفسها ، إذ غرس نوح " كرما وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه .
فأبصر حام ... عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً " فاخذا " الرداء ووضعاه على أكتافهما ، ومشيا إلى الوراء وسترا عورة
أبيهما "
فلما أفاق نوح من خمره " علم ما فعل به ابنه الصغير ، فقال : ملعون كنعان . عبد العبيد يكون لإخوته " ( تك 9 : 20 - 26 ) .
والأرجح أنه لم يلعن حاماً نفسه ، لأن اللـه كان قد سبق أن بارك نوحاً وبنيه ( تك 9 : 1)، أو لأن كنعان كان قد شارك أباه في
الاستهزاء بجده .
وعاش نوح 350 سنة بعد الطوفان ، ومات عن تسعمائة وخمسين عاماً . وكان بحق أحد عظماء التاريخ وبطلاً من أبطال الإيمان
( عب 11 : 7 ) .
وقد أنذر الرب يسوع المسيح أنه " كما كانت أيام نوح ، كذلك يكون أيضاً مجىء ابن الإنسان ، لأنه كما كانوا في الأيام التى قبل
الطوفان يأكلون ويشربون ، ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان
وأخذ الجميع ، كذلك يكون أيضاً مجىء ابن الإنسان " ( مت 24 : 37 - 39 ، لو 17: 26 و 27) . كما يذكر نوح في سلسلة
نسب الرب يسوع في إنجيل لوقا ( لو 3 : 36 ) .